كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ما نمت البارحة حتى عددت كم أدخلت مصنفاتي من الحديث فإذا نحو مئتي ألف حديث مسندة.
وسمعته يقول: ما كتبت حكاية قط كنت أتحفظها.
وسمعته يقول: صنفت كتاب (الاعتصام) في ليلة.
وسمعته يقول: لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة.
فقلت له: يمكن معرفة ذلك كله.
قال: نعم (1) .
وسمعته يقول: كنت بنيسابور أجلس في الجامع فذهب عمرو بن زرارة وإسحاق بن راهويه إلى يعقوب بن عبد الله والي نيسابور فأخبروه بمكاني فاعتذر إليهم وقال: مذهبنا إذا رفع إلينا غريب لم نعرفه حبسناه حتى يظهر لنا أمره.
فقال له بعضهم: بلغني أنه قال لك: لا تحسن تصلي فكيف تجلس؟
فقال: لو قيل لي شيء من هذا ماكنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث في الصلاة خاصة.
__________
= ويسوقه بمعناه.
أما مسلم فقد صنف كتابه في بلده بحضور أصوله في حياة شيوخه وكان يتحرز في الألفاظ ويتحرى في السياق.
والبخاري استنبط فقه كتابه من أحاديثه فاحتاج أن يقطع الحديث الواحد إذا اشتمل على عدة أحكام ليورد كل قطعة منه في الباب الذي يستدل به على ذلك الحكم الذي استنبط منه أما مسلم فلم يعتمد ذلك بل يسوق أحاديث الباب كلها سردا عاطفا بعضها على بعض في موضع واحد.
والخبر في " تاريخ بغداد " 2 / 11 و" تهذيب الكمال ":؟ 117 و" مقدمة الفتح ": 489.
(1) ومحاولة ابن حزم في " المحلى " تؤيد مقالة محمد بن إسماعيل هذه فإنه على ما به من هنات قد استطاع باعتماده على الكتاب والسنة أن يؤلف كتابا في الفقه يشتمل على جميع أبواب الفقه.